الموقف الحالي و تصاعد التوتر بين الصين و تايوان
زيارة صناع القرار الأمريكيين الى تايوان...تصعيد أم تحالف؟
تصاعدت في الاونة الأخيرة حدة التوترات بين الصين و تايوان بسبب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي و وفد من الكونجرس الأمريكي و صرحت بيلوسي بأن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الديمقراطية في تايوان و قد نشر موقع تويتر تغريدة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أكدت فيها أن تلك الزيارة تكرس التزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان. و قد ناقش الوفد الأمريكي مع القيادة التايوانية الدعم الأمريكي لتايوان و المناورات العسكرية الصينية و تعزيز المصالح المشتركة بما في ذلك تطوير منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة.
الرد الصيني على التقارب بين أمريكا و تايوان
و قد بدأت نانسي بيلوسي زيارة إلى عاصمة تايوان تايبيه في وقت سابق وذلك بعد جدل كبير حول الزيارة مع تحذيرات صينية من هذا الأمر و هو ما أدى الى قيام الصين بتنفيذ مناورات عسكرية حول مضيق تايوان. و قد اتهمت تايوان جارتها بمحاولة تغيير الوضع الراهن في المنطقة. هذا و تقوم بكين بإجراء مناورات عسكرية جديدة قرب الجزيرة في تحد للولايات المتحدة. بالإضافة الى ذلك فأن الطائرات المقاتلة الصينية قد عبرت الخط الفاصل بين الصين و تايوان مخترقة المجال الجوي التايواني عدة مرات وسط تصريحات تايوانية بسعي بكين للسيطرة الكاملة على الجزيرة.
و من جانبها فقد أكدت وزارة الدفاع الصينية أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتايوان سيؤدي الى تفاقم الوضع في المنطقة و في سياق متصل أدانت وزارة الخارجية الصينية زيارة بيلوسي إلى تايوان قائلة إنها تضر بشكل خطير بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان. وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي جزءا من أراضيها و قد دعت المعارضة التايوانية لإرسال وفد الى الصين في محاولة لتهدئة الأجواء التي تشهدها المنطقة.
و قد أعلنت الصين إجراء المناورات حول مضيق تايوان بشكل دوري و منتظم فيما أعلنت وسائل اعلام تابعة لتايوان رصد 17 طائرة حربية و 5 مدمرات تابعة لقوات الجيش الصيني و التي نشرتها بكين ردا على المناورات التايوانية و التحركات الأميركية قرب الجزيرة.
هل يمكن تقريب وجهات النظر بين بكين و واشنطن؟
الجدير بالذكر أن الرئيسين الأميركي و الصيني قد تباحثا هاتفيا حيث أكد الرئيس الصيني ضرورة التزام واشنطن بمبدأ الصين الواحدة. و تؤكد الصين انها قد تلجأ الى ضم تايوان اليها بالقوة العسكرية اذا فشلت الجهود الدبلوماسية في اعادة توحيد الصين و تايوان. وتشعر طوكيو أحد أقرب حلفاء واشنطن بالقلق المتزايد و التوتر و تعلن رفض التحركات الصينية إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وإمكانية التصعيد العسكري بين الصين وتايوان. يذكر أن الجانب الصيني قد أدان بشدة الخطاب الأمريكي بشأن تايوان خصوصا بعد قرار أمريكا بعقد صفقة أسلحة مع الجانب التايواني و أن الطريقة الأمريكية في التعامل مع تايوان قد تؤدي الى الحرب في ظل تحرك أمريكا لتكوين تحالفات في قارة آسيا.و في النهاية, فإن قضية تايوان تأتي في ظل تطورات دولية غير مسبوقة سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو الإقتصادي كالحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا لكن الهدف الذي تسعى اليه الصين بقيادة الحزب الشيوعي الحاكم هو الدفاع عن سيادة ووحدة أراضيها و تحذير من عواقب التدخل الأمريكي سواء بإرسال سفن أو تشكيل علاقات تحالف بشكل رسمي مع تايوان بينما يؤكد المسئولين الأمريكيين دعمهم لتايوان في اتباع سياسة مستقلة عن صانع القرار الصيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اترك تعليقا اذا كان لديك مشاركة أو استفسار أو اذا اردت ان نعرض احداثا أو أخبار أخرى قد تهمك.